عمان- محمود كريشان
في رحاب عمان الجميلة.. وتحديدا في وسط المدينة عند مفترق شوارع الملك حسين وفيصل والأمير محمد، تدخل ذلك المطعم، صاحب الشهرة الأوسع، ليس في الأردن فحسب بل على مستوى المنطقة..
تدخل ردهات المطعم التي تبعث في النفس الارتياح، وعندما يوضع أمامك طبق من الطعام الشهي، الذي تفضله وتبدأ في التهامه، هل فكرت أن وراء هذا الطبق حكاية جميلة، تضرب بجذورها أحياناً عبر سنوات طويلة، فوراء كل نوع طعام يتناوله الإنسان في الأردن والعالم، قصة لا تقتصر على تطور أدوات وأساليب الاعداد والطهي، بل يتأثر في محطات عديدة بالتاريخ السياسي والاجتماعي والديني للشعوب..
نتوقف الان عند مطعم هاشم، اكثر الأماكن شعبية وشهرة في وسط المدينة، وقد اصبح هذا الفرع جزءا رئيسا من المعالم البارزة في وسط البلد ومقصدا لزوار عمان وضيوفها واهلها.. اذا.. تنهض الذاكرة الشعبية للناس في عمان القديمة للاردنيين من الاغنياء والفقراء، ممن كان ولا يزال مطعم هاشم قبلة لهم ليلا ونهارا في أزقة المدينة في الصيف والشتاء وبكافة الأوقات كونه كان يعمل 24 ساعة بلا إغلاق قبل جائحة كورونا، في ذات المكان الذي اختاره هاشم الترك لتكون البداية في وسط عمان قبل سنوات طويلة، وتحديدا عام 1952 فور وصوله العاصمة الهاشمية، من عروس الشاطىء الفلسطيني «يافا».
هاشم المطعم العماني العريق، قصة عظيمة وموائد عابقة بالكرم الأردني المعهود وطاولات تمتد على اتساع، وتجمع الأغنياء والفقراء على اطباق شعبية لذيذة من الحمص والفول والمسبحة والفلافل اللذيذة والسرفيس العامر بالمقبلات البصل والجرجير والبندورة والشطة الحمراء يتخللها الشاي بالنعناع والجميع يأكل ويشكر الله ويحمده على هذا الطعام.. «نعمة كريم»..
ولأن الهاشميين دوما الكبار الكرام بتواضعهم، وقربهم من الناس.. كل الناس.. لذلك هم الاقوياء بمحبة الناس لهم.. فمن منا ينسى زيارات جلالة الملك عبدالله الثاني ورفيقة دربه جلالة الملكة رانيا العبدالله وأفراد عائلته الملكية الكريمة، في زياراتهم العفوية المفاجئة «بدون حرس» إلى مطعم هاشم وتناول الطعام مثل بقية أبناء الشعب الواحد، وبدون أي مراسم وغيره، والجميع يحظى بشرف السلام على «سيدنا ابوحسين» حماه الله وحفظه لنا يارب.
كما أن مطعم هاشم الذي امتدت شعبيته إلى كل دول العالم كان مقصدا لزيارات الملوك ورؤساء الدول وكبار الشخصيات السياسية والفنية والإعلامية والاقتصادية، حيث سبق وأن زار الملك الراحل الحسين بن طلال «طيب الله ثراه» المطعم وتناول الطعام فيه بعفوية وتواضع وبساطة.
كما زاره الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مطلع الثمانينيات، وشخصيات فنية بارزة، حيث زارت المطعم الفنانة ميادة الحناوي وفيفي عبده وكاظم الساهر وصوفيا صادق وانغام محمد علي ووليد توفيق وفؤاد المهندس ووردة الجزائرية.
كما زاره الفنان الكبير عبد الله غيث ومحمد عبده وراغب علامة وفريد شوقي والفنان عمر الشريف وحسين فهمي وكريمة مختار وجوليا بطرس وعمرو دياب ومحمد منير وغيرهم.
مجمل العشق: في عمان الهاشمية الأبية ستجد دوما الكرم والجود.. المحبة والتسامح.. وتصغي الى الغناء القشيب بصوت اهل عمان الكرام: يا هلا بالضيف.. ضيف الله..